Publié le 06-03-2018

من هو القس الأمريكي محور الخلاف بين أنقرة وواشنطن؟



من هو القس الأمريكي محور الخلاف بين أنقرة وواشنطن؟

عندما وقعت عينا القس الأمريكي أندرو برانسون على إخطار الاستدعاء من الشرطة التركية على باب بيته في أواخر صيف 2016 اعتقد أنه لقاء عادي لحل مشكلة أوراق إقامته في تركيا

وعندما توجه القس إلى مركز الشرطة في السابع من أكتوبر 2016 تم احتجازه ووجهت إليه تهمة الضلوع في محاولة انقلاب، ولا يزال محتجزا وأصبح الآن محور أزمة دبلوماسية غذى وقودها أخطر أزمة عملة تواجهها تركيا منذ حوالي 20 عاما.

وكان القس برانسون يعيش ويمارس نشاطه التبشيري في أزمير المدينة التركية الواقعة على ساحل بحر إيجه بالقرب من بعض من التجمعات العمرانية الأولى في تاريخ الديانة المسيحية.

في حي السنجق في إزمير الذي كان برانسون يعيش فيه وصفه صاحب صيدلية هو وزوجته بأنهما "هادئين"، فيما قالت صاحبة متجر يبعد شارعين عن بيته إنها لم تلتق به قط، مضيفة أنها تعرف الجميع في الحي وليست لديها أدنى فكرة أن هؤلاء الناس كانوا يعيشون هنا.

وتؤكد الحكومة التركية أنها كذلك لم تكن تعلم شيئا عن برانسون إلى أن أثارت القنصلية الأمريكية قضيته.

وقال برانسون في أول جلسات محاكمته إنه يعمل على تنشئة أتباع يسوع في بلد يكن له حبا شديدا.

وبعد قضاء قرابة عامين في السجن تم نقل برانسون إلى الإقامة الجبرية، ويوم الجمعة 17 أوت رفضت محكمة استئناف إطلاق سراحه، وقالت إن عملية جمع الأدلة لا تزال جارية وإن من المحتمل أن يفر من البلاد وذلك وفقا لما ورد في نسخة من قرار المحكمة.

وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن برانسون دون قيد أو شرط ووصفه بأنه "رهينة وطني عظيم"، وفرض عقوبات ورسومات جمركية على تركيا الأمر الذي كان له دوره في دفع عملتها الليرة للهبوط إلى مستويات قياسية.

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فربط إطلاق سراح برانسون بمصير فتح الله غولن الداعية الإسلامي التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة، ويتهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في جويلية2016، ورد أردوغان بزيادة الرسوم الجمركية على ما تستورده بلاده من الولايات المتحدة من سيارات ومشروبات كحولية وتبغ.

وقال الرئيس التركي في خطاب لضباط الشرطة في أنقرة موجها حديثه للولايات المتحدة "أنتم أيضا لديكم قس غولن.. سلموه لنا.. ثم نحاكمه (برانسون) ونسلمه لكم"، وقد رفضت واشنطن هذا الاقتراح.

ودفع تدهور العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بقضية برانسون إلى صدارة المسرح الدولي وجعل القس الأمريكي البالغ من العمر 50 عاما محور اهتمام غير متوقع في أزمة العملة التي هزت الأسواق الناشئة على المستوى العالمي.

ورفضت المحاكم التركية الالتماس تلو الالتماس للإفراج عن برانسون والسماح له بمغادرة تركيا.

وقال المحامي هالافورت إن القس برانسون القادم من نورث كارولاينا لم يكن منزعجا عندما ذهب إلى مركز الشرطة أول مرة، وكان أسوأ ما توقعه أن تمنحه السلطات مهلة أسبوعين لمغادرة البلاد وهو الإجراء المعتاد في حالة مخالفة قوانين الإقامة ثم العودة إلى تركيا عندما يتم تسوية أوراقه، وبدلا من ذلك تم حبسه في مركز احتجاز لمدة شهرين قبل القبض عليه رسميا في التاسع من ديسمبر 2016.

وتبين قائمة اتهامات بحسب ما نقلته وكالة رويترز أن السلطات وجهت إليه تهمة ارتكاب جرائم لحساب حزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد على الدولة التركية منذ عشرات السنين ولحساب شبكة غولن.

//روسيا اليوم//



Dans la même catégorie