2018-03-06 نشرت في

محمد كريشان: لهذه الأسباب صوّت التونسيون لنداء تونس

كتب الإعلامي محمد كريشان في مقال له نشر اليوم الأربعاء ،على صحيفة القدس العربي ،حمل عنوان "مبروك لتونس ولكن.." أن ما ما من حزب ينشأ حديثا و يستطيع أن يجمع كل هذه الأصوات في أول انتخابات يتقدم لها لولا الدعم الإعلامي الذي لقيه و الذي تقف وراءه دوائر عديدة استفادت من حالة الاستياء المشروعة التي خلفها الفريق الحاكم السابق.



محمد كريشان: لهذه الأسباب صوّت التونسيون لنداء تونس

و يتابع كريشان "لقد صوت التونسيون بهذا الشكل لحركة «نداء تونس» لسببين رئيسيين:
الأول: معاقبة حركة «النهضة» و الانتقام مما اعتبر مسؤوليتها في جر البلاد إلى نقاشات لا وجاهة لها قسمت البلاد بشكل حاد في فترة من الفترات و كادت أن توقعها في صدامات خطيرة، فضلا عن اعتبارها المسؤولة الأولى عن تراجع الوضع الأمني و خاصة تنامي ظاهرة التشدد الديني في المجتمع إلى أن وصلت الأمور إلى الدم و السلاح.
الثاني: اعتبار قسم كبير من التونسيين أن هذه حركة «نداء تونس» تمثل بشكل أفضل نمط المجتمع الذي تعودوا عليه و يطمعون في بقائه، أي ذاك المجتمع المنفتح البعيد عن إكراه نوع معين من التدين أو صرامة الإيديولوجيا أو بريق الشعارات، و القادر على التسامح مع الاختلاف و احترام الحريات الشخصية مع مكانة للمرأة التونسية كما عرفوها في العقود الماضية و ليس كما «استوردت» من مجتمعات مشرقية و خليجية.
لم يكن تصويت التونسيين لحركة «نداء تونس» تأييدا لأطروحات سياسية أو اقتصادية محددة ناهيك عن أن يكون لبرنامج بعينه، بحيث إذا لم تسارع هذه الحركة إلى الاستجابة السريعة لمتطلبات ملحة مثل إعادة الاعتبار إلى العمل و هيبة القانون و مكانة الدولة و نظافة المدن و الشوارع و فتح بارقة أمل في قضايا التنمية و التشغيل و مواجهة الفقر و تكاليف الحياة الملتهبة و جلب الاستثمارات الخارجية المترددة فإنها قد تجد الرأي العام و قد بدأ ينقلب عليها خاصة إذا لم توفق في اختيار الوجوه المناسبة لتحمل أعباء هذه المهام.
أروع ما سجلته الانتخابات التونسية الأخيرة من دروس أن الحركات تصعد و تنزل في مسار ديمقراطي، يترسخ تدريجيا ، بناء على قدرتها على التجاوب مع تطلعات الناس و طموحاتهم و أن هؤلاء الناس قادرون بدورهم على تعديل الموازين بعيدا عن الانقلابات و العنف و المغامرات. إذا لم تحقق الثورة التونسية سوى هذافقد نجحت


في نفس السياق