2018-03-06 نشرت في

يوم دفن شهداء تونس: ‘’ الفزاني ‘’ على قناة التونسية

اليوم وارى التونسيون شهداءهم الأبرار الذين اغتالتهم يد الإرهاب أمس بالكاف تاركة الحرقة في الأنفس والدموع متحجرة في المآقي، و اليوم تونس حزينة  خاشعة أمام هذا المصاب الجلل...



يوم دفن شهداء تونس: ‘’ الفزاني ‘’ على قناة التونسية

و في هذا اليوم أيضا و بعد أن استعرضت نشرات الأخبار على مختلف القنوات التلفزية و الإذاعية مشاهد مؤلمة عن مواكب الدفن التي انتظمت اليوم،ودموع الثكالى و بكاء اليتامى و العجزة،ففي هذا اليوم اختارت قناة ''التونسية ''أن تتحف مشاهديها بسهرة على وقع ''الفزاني '' في برنامج ''لاباس'' مع الفنانة التونسية زينة القصرينية،مزود و غناء و رقص كأنه الاحتفال..

فلا يكفي أن كل القنوات دون استثناء تعاملت أمس مع حادث استشهاد الجنود كأمر عادي و اختارت كلها مواصلة بث برامجها بصفة طبيعية و كأن شيئا لم يكن، ذاك لم يكن كافيا ليتعمق الإحساس بـ''اللامبالاة'' تجاه مصاب جلل لتضاف إليه سهرة المزود هذه الليلة،و يبدو أن السهرة على الوطنية الأولى لا تختلف عنها كثيرا...

هل نقول إن المسألة بسيطة و أن النية طيبة،و أن التونسيين سيواصلون حياتهم العادية متحدين الإرهابيين ليقفزوا على كل مشاعر و الخوف و عدم الإحساس بالأمان،قد يكون المعطى الثالث هو الأقرب لكن شهداءنا الجنود الذين تركوا الوصية لرفاق دربهم لمواصلة الحرب ضد الإرهاب، يستحقون من التونسيين كلهم و دون استثناء ولو تكريما لأرواحهم و الخشوع أمام المصاب الجلل...و لو ليوم واحد فقط...لكن يبدو أن الاغتيال و القتل صارا أمرا عاديا..و تلك مصيبة أخرى أكبر.

ر.ش


في نفس السياق