2018-03-06 نشرت في

أنظف شاب في تونس

ميلود طبابي او "أنظف شاب في تونس" كما يعرفه روّاد صفحات التواصل الاجتماعي و كما يدعوه أبناء مدينة "الرديف" التابعة لولاية قفصة ، شاب من ذوي الاحتياجات الخصوصية تحوّل إلى رمز وقائد ثورة ،نعم ثورة ،لكنها من نوع آخر .



أنظف شاب في تونس

بدأت حكاية "ميلود" حين أصيب عدد من التلاميذ بأحد المدارس بالجهة بمرض "البوصفير" و حين سأل عن سببه قالوا له أنه ناتج عن التلوّث و أكوام القمامة و العفن المنتشرة بالمدينة، و في حركة عفوية، طاف على أصحاب المحلاّت و المقاهي و المخابز و المارة يجمع ما أمكن من مال.. و أشترى بكل ما جمع مواد تنظيف و أدوات عمل و طلاء و دهن...

و بدأ حملة نظافة لوحده ..نعم لوحده.. نظف المساجد، قام بطلاء حديقة الشهداء، قلم الأشجار، و أخذ يجمع الفضلات و القمامة لا يكلّ ولا يملّ .. و من هنا انطلقت شرارة الثورة حين أنخرط معه شاب آخر ثم ثان ثم ثالث.. ثم تحولّت و بسرعة إلى عمل جماعي "تطوعي" انخرط فيه العشرات من شباب الرديف لتتغير ملامح المدينة في أيام معدودة في مبادرة أطلق عليها البعض "ثورة النظافة".

قاموا بدهن واجهة مسجد الرئيس بوسط المدينة وتنظيف وتزويق حديقتي الشهداء والحبيب بورقيبة ودهن الأرصفة وانجاز عدد من الجداريات كما عبر الشباب القائم بهذه الحملة عن اصرارهم على مواصلتها إلى أن يتم تنظيف كامل المدينة مؤكدين أيضا على رفضهم لتدخل أي طرف سياسي أو مؤسساتي في هذه العملية مشددين على محافظتها على طابعها العفوي وانطلاقها فقط من مدى إيمانهم بقدرة الشباب على التغيير والإبداع خارج كل الأطر الرسمية والمؤسساتية.

حركة تفاعل معها عدد من الفنانين و طلبة الفنون الجميلة بالجهة ،على غرار الفنان المبدع منصور بوصلاحي الذي أنجز جداريتين  حضر فيها الرسام الفلسطيني ناجي العلي.. وحضرت القدس غصّتنا وحلمنا، ليترك بذلك ذكرى لكل أبناء الجهة وليرسل رسالة اجابية لكل أبناء تونس ، عن ثورة بحق قادها أنظف شاب في تونس صاحب الاحتياجات الخصوصية ميلود طبابي.

رمزي زائري


في نفس السياق