2018-03-06 نشرت في

بيان حركة النهضة بمناسبة ذكرى عيد الشهداء

يحيي الشعب التونسي عيد الشهداء في ذكراه السادسة والسبعين في كنف من الفخر والإعتزاز. لقد كان يوم 9 أفريل 1938 يوما مجيدا من أيام شعبنا الأبي الذي قدم في ذلك التاريخ كوكبة من الشهداء والجرحى الذين سقوا بدمائهم الزكية أرض تونس الطيبة من أجل "برلمان تونسي".



بيان حركة النهضة بمناسبة ذكرى عيد الشهداء

إن حركة النهضة، وهي تحيي مع عموم أبناء شعبنا هذه الذكرى المجيدة، تؤكد أن مطلب "البرلمان" الذي نادى به التونسيون منذ ست وسبعين عاما يعد تعبيرا عن روح التحرر الأصيلة لدى شعبنا، وتأكيدا على استمرار حركة الإصلاح التي انطلقت منذ أواسط القرن التاسع عشر، وتطورت عبر حركة تحرر وطني لم يستطع الاستعمار وأدها أو إجهاضها.

لقد مثلت انتفاضة 9 أفريل 1938 علامة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية وإرهاصا رئيسيا قاد إلى الثورة في 1952 ثم إلى الاستقلال، كما كانت رمزا للوعي المبكر والعميق بمبادئ سيادة الشعب وحقوق المواطنة.

تمر اليوم هذه الذكرى بعد أن جسّد شعبنا الشعار الذي رفعه المتظاهرون منذ ست وسبعين عاما وحقّق حلمه في السيادة من خلال المجلس الوطني التأسيسي الذي عبّر عن إرادة التونسيين في القطع مع عقود طويلة من الاستبداد والفساد.

لقد أطلق شعبنا الأبي ثورته العظيمة في ديسمبر 2010، ودفعت أفواج جديدة من الشهداء والجرحى دماءهم وأرواحهم فأسقطوا نظام الفساد والاستبداد، وفتحوا لأبناء تونس وبناتها أبواب الأمل في تحقيق حريتهم واستعادة كرامتهم، وبناء مؤسساتهم الديمقراطية.

إن أجيالنا التي تنعم اليوم بالحرية وتتهيأ لانجاز ثاني انتخابات حرّة في تاريخ تونس أواخر هذه السنة مدينة لأجيال سبقتها بالنضال والتضحيات، وإن الوفاء لشهدائنا الأبرار، سواء منهم الذين قضوا إبان الاستعمار أو تحت نير الاستبداد أو إبان ثورة 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011 المباركة، إن الوفاء لهم يقتضي من أبناء شعبنا وبناته الاستمرار على نهج التحرر والإنعتاق الذي بدأت بلادنا بقطف ثماره بعد سن الدستور وإشاعة روح التوافق بين كافة أبناء شعبنا، كما يقتضي الانتباه واليقظة لمنع كلّ انتكاس لمسار الانتقال الديمقراطي أو تفريط في مكاسب ثورتنا المجيدة.


في نفس السياق