2025-07-19 نشرت في

تحذير: تونس تدخل تحت قبة حرارية خانقة...حرارة محسوسة تفوق 50 درجة!

من المنتظر أن تدخل شمال إفريقيا أواخر هذا الأسبوع تحت تأثير قبة حرارية خانقة، وهي ظاهرة مناخية نادرة لكنها أصبحت تتكرر بفعل تغيّر المناخ، وفق ما أفاد به الخبير في المناخ حمدي حشاد.



تحذير: تونس تدخل تحت قبة حرارية خانقة...حرارة محسوسة تفوق 50 درجة!

وأوضح حشاد، على حسابه الرسمي "فيسبوك"، أنّ هذه القبة الحرارية ليست مجرد موجة حر عادية، بل هي نتيجة تراكمات مناخية عميقة، أبرزها الاحتباس الحراري الذي بات يغيّر ملامح فصل الصيف في المنطقة. وقال إنّ الكتلة الهوائية الحارة التي ستغطي أجزاء من تونس، الجزائر، المغرب وليبيا، ستكون محاصرة تحت غطاء ضغط جوي مرتفع، يمنع الهواء من التحرك ويحبس الحرارة نهارًا وليلاً.

وأشار إلى أنّ درجات الحرارة ستتجاوز الأربعين درجة مئوية في عديد المناطق، مع رطوبة مرتفعة خاصّة في المدن الساحلية، مما سيزيد الإحساس بالحرارة لتصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية محسوسة.

وأكد حشاد أنّ ما يُقلق ليس فقط درجات الحرارة المرتفعة، بل المدة الزمنية التي تستمر فيها دون انقطاع. ورغم أن هذه القبة الحرارية يُتوقع أن تكون قصيرة نسبيًا، إلا أن تأثيرها سيكون قاسيًا: من صعوبات في النوم، وتعب جسدي، إلى مشاكل تنفسية وضربات شمس.

وأضاف أن الشبكات الكهربائية ستكون تحت ضغط كبير بسبب الاستعمال المكثّف لأجهزة التكييف، كما قد تتأثر الزراعة سلبًا، خصوصًا الغراسات غير القادرة على مقاومة الحرارة القاسية.

ودعا حشاد إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر، خاصّة بالنسبة للمسنين، الأطفال، والمرضى، مشددًا على ضرورة الإكثار من شرب الماء، تجنّب النشاط البدني خلال فترات الذروة، والحرص على التبريد.

كما لم يغفل الخبير في المناخ التنبيه إلى أهمية رعاية الحيوانات خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى ضرورة وضعها في أماكن مظلّلة وتوفير الماء لها، سواء في الشارع أو فوق الأسطح للطيور.

وختم حشاد بالقول إنّ القبة الحرارية ليست "غضبًا إلهيًا"، بل نتيجة واضحة لخيار بشري طويل الأمد قائم على الانبعاثات المفرطة، الاستهلاك غير الرشيد، والتغافل عن تحذيرات الطبيعة. وأكد أن الحلول موجودة، لكن الوقت يمرّ بسرعة، وما نعيشه اليوم ليس إلا تنبيهًا صارخًا جديدًا مناخيًّا.


في نفس السياق