2021-11-26 نشرت في

المياه غير التقليدية في المناطق الحضرية: صعوبات على طريق تثمين هذه المياه وفوائد التكنولوجيات الجديدة وإضافاتها

نظم مركز البحوث والتكنولوجيات المياه " المائدة المائية " ، وهي عبارة عن منصة نقاش وتبادل بين عديد الفاعلين والأطراف المشاركة الوطنية للتباحث في مسألة إدماج المياه غير التقليدية ضمن التصرف في مطلبية التزود بالمياه، باعتبار أنها مصدر متوفر في المناطق الحضرية، يقع تكييفها لأغراض خصوصية.



المياه غير التقليدية في المناطق الحضرية: صعوبات على طريق تثمين هذه المياه وفوائد التكنولوجيات الجديدة وإضافاتها

وتمّ الاتفاق على تنظيم أربع " موائد مائية "، أنجز منها مائدتان اثنتان، الأولى في 21 جوان 2021 والثانية في 15 جويلية 2021. وخصصت المائدة الأولى للخوض في موضوع "العراقيل والتحديات والحلول"، بينما انعكف المشاركون في المائدة الثانية على بحث الجانب التكنولوجي في صلة بمعالجة المياه غير التقليدية بشكل يتيح استعمالها من جديد. وقد تولت الأستاذة لطيفة البوسالمي، المنسقة الوطنية لبرنامج –NAWAMED- تقديم المائدتين الأولى والثانية والإشراف على سير أشغالهما.

وقدمت السيدة سعاد دخيل من الإدارة العامة للهندسة الريفية واستغلال المياه بوزارة الفلاحة في إطار المائدة الأولى مداخلة تركزت حول العراقيل القائمة في اقتران بإعادة استغلال المياه المستعملة التي يتّم معالجتها في تونس. وصرحت السيدة سعاد دخيل أنّ " أهم العوائقالتي تَحدُّ من إعادة استعمال هذه المياه بشكل كامل رغم كل الجهود التي تبذل بغاية التحسيس والتحفيز مرتبطة بجوانب شتى ذات صبغة مؤسساتية وترتيبية واقتصادية وصحية واجتماعية وبيئية ".

ومن جانبه بيَّن الأستاذ أحمد الغرابي، المدير العاملمركز بحوث وتكنولوجيات المياه،من خلال بعض التجارب والمشاريع التكنولوجية المنجزة بالمركز، أنّ المناطق الرطبة الاصطناعية يمكن توظيفها وأقلمتها حسب السياق التونسي بغرض معالجةالمياه المستعملةوإعادة استعمالها. كما أشار إلى جدوى هذه النظم القائمة على أسس وتكنولوجيات طبيعية لمعالجة المياه المستعملة واستغلالها.

وتعرضت السيدة فائزة بنعتيق،من - SCETتونس، إلى الدور الذي تضطلع به مؤسسات التمويل والتعاون التقني الدولي في إقحام المياه غير التقليدية وأخذها في الاعتبار ضمن برامج التطهير، وذلك من خلال التقنيات القائمة على الطبيعة، مشيرة في هذا الصدد إلى الحاجة إلى مزيد من التعاون مع مراكز البحث.

وفي إطار المائدة الثانية، قدمت السيدةلطيفةالبوسالمي عرْضا حول " الحلول القائمة على الطبيعة " التي يضعها ويعتمدها فرق البحث في مشروع " NAWAMED " لمعالجة المياه المستعملة في الوسط الحضري على غرار المناطق الرطبة الاصطناعية، والأسقف الخضراء، والجدران النباتية. كما تحدثت عن مزايا هذه التكنولوجيات وإمكانات إدماجها على المستوى المحلي والحضري بغرض تثمين المياه غير التقليدية.

وتحدث السيد ثامر الجوادي، مدير تثمين المياه المستعملة بالديوان الوطني للتطهير، عن تجربة هذه المؤسسة في مجال استخدام وحدات المعالجة البيولوجية باستعمال بعض أنواع الحمأة المنشطة والمفاعلات الغشائية البيولوجية – bioréacteurs à membrane  - والمناطق الرطبة لغرض انجاز مشاريع تطهير في الوسط الريفي بالبلاد التونسية. وشدد على" الحاجة إلى اعتماد استراتيجية لاستغلال هاته المحطات في إطار اقتصاد اجتماعي وتضامني بغية تأمين ديمومتها وبقائها في حالة اشتغال ".

وتمّ أيضا مشاركة نتائج بعض المشاريع المتعلقة بإنجاز محطات نموذجية لمعالجة المياه المستعملة لأغراض منزلية وإعادة استعمالها وذلك بالاعتماد على تجربة المعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية، المياه والغابات، ووكالة الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعيةALEA-OLEA   - والشركة الافريقية للهندسة –  - SAFIفي المناطق الحضرية.

وقد أتاحت الدورة الأخيرة التي تولى مركز البحوث وتكنولوجيات المياه إدارة أشغالها فرصة لتبادل الآراء بين الحاضرين بشأن مختلف الخبرات والمسؤوليات المتعلقة بمختلف هذه التكنولوجيات ومردودها والدور الذي يمكن أن تلعبه في تثمين المياه المستعملة، وفي التصرف في الطلب على المياه.

وأبدى كل من ممثلَيْ بلدية تونس السيد عادل بالطيب، وبلدية أريانة الاستاذة نهال بن عمار اهتماما بالغا بتطبيق التكنولوجيات المعروضة على النقاش، وأبديا انفتاحهما على كل مقترح يرمي إلى إيجاد تعاون ناجع في هذا المجال. وشدد الحضور على ضرورة تعزيز قدرة المؤسسة البلدية على تبني مفاهيم واستراتيجيات وتكنولوجيات جديدة مرتبطة بالتصرف في المياه غير التقليدية في إطار "المدينة الخضراء والمستدامة "، والنهوض ب " الريادةالخضراء " في صلة بالمياه غير التقليدية.

لقد حقق اجتماعَا "مائدة المياه" الاهداف المرسومة بالكامل، وحصل اتفاق كامل بين كافة المشاركين حول ضرورة صرف الاهتمام إلى الجانب الاجتماعي، وإلى رغبات مستعملي تكنولوجيات معالجة المياه المستعملة ومدى تقبلهم لهذه التكنولوجيات، لافتين بإلحاح إلى الحاجة إلى اعتماد مقاربة كلية وشاملة حين إدماج إعادة استغلال المياه المستعملة وذلك بغرض تأمين مزيد من الديمومة للمشاريع المنجزة.

وسوف يتم اعتماد نتائج الموائد المائية في وضع " وثيقة السياسة المتوسطية " من أجل حسن التصرف في الطلب على المياه غير التقليدية. وسيتم تقديمها خلال الاسبوع المتوسطي للمياه الذي من المقرر أن يعقد بمالطا في 8 ديسمبر 2021 في إطار " مشروع NAWAMED ".

كما انتظمت المائدة المائية الثالثة يوم الثلاثاء23نوفمبر 2021 وقد خصصت لتقييم الجدوى المالية لمشاريع إدماج المياه غير التقليدية ولإبراز الجانب المتعلق ب "الكلفة والمنفعة".


في نفس السياق