2018-03-06 نشرت في

شوارع نظيفة حلم المدينة المتجملة.. لو يستمر

على غير العادة كست الازهار الشوارع الرئيسية في العاصمة، مثل شارع الحبيب بورقيبة وشارع محمد الخامس والشوارع المحيطة قرب قصر المؤتمرات ومدينة الثقافة أين تنعقد اشغال القمة العربية في دورتها الثلانين. أزهار رتبت بعناية متناهية لم يعهدها المواطن، وانبهر بها الزائر والسائح ، ما شجع على التقاط العديد من الصور للذكرى في مدينة بدت مزهوة بجمالها بين ''جدارية انا اعشق تونس'' ونصب العلامة ابن خلدون، ليجتمع في المكان قبس المعرفة وسحر الالوان والزهور.



 شوارع نظيفة حلم المدينة المتجملة.. لو يستمر

اما المواطن وكل من مر هذه الايام من هذا المكان وبين ثنايا هذه الشوارع وعطفاتها ، فانه ولاشك، سيسر بهذه "النظافة الطارئة" على حد تعبير احد المارة ، ليفتقد هذه "الزائرة السراب" التي ستنقشع وتتوارى بانتهاء القمة ، فيكون العود على البدء وتنتشر القمامة المتناثرة من جديد هنا وهناك ، وتختفي الالوان القزحية دون رجعة لتخلفها الاضواء الباهتة معظم الليالي .. فالقمة قد انتهت ومهمة النظافة ايضا.
الحلم بمدينة ينتهي عند عتباتها الجمال، حلم مفقود لدى المواطنين، راي اجمع عليه اغلبهم رغم مظهر النظافة والورود والازهار الناصعة والفاقعة والقانية والارجوانية... ومحيط اخضر يسر من رآه في مداخل العاصمة ومحيطها ، وانوار حمراء وخضراء وبيضاء مضيئة بالليل فتزيد المساء هالة ، ليحلو العيش ، وان جارت على المواطن حكومته واثقلت كاهل جيبه المنهك، فمدينة جميلة نظيفة من شانها ان تخفف وطاة اليومي والمعتاد الثقيل باعبائه ومشاكله.
ويتدخل احد المارة ليحمل مسؤولية نظافة الشوارع والمحيط والمحافظة على جمالية المدينة للمواطن والدولة على حد السواء ، قائلا ان النظافة ثقافة وسلوك حضاري وممارسة مواطنية مازال التونسي بعيدا عن تحقيقها وغير حاضرة في ذهنيته وفي التربية التي يتلقاها منذ نعومة اظافره.
واضاف ان التونسي غير واع بمواطنته، غير مكترث بجمالية مدينته ونظافتها، هي غائبة عنه للاسف، وهو ذلك المواطن الذي لا يتوانى عن رمي القمامة والاعتداء على محيطه، مؤكدا ان ترسانة التشريعات والقوانين وانعقاد القمم لا يمكنها ان تغير المجتمعات، فهي مطبوعة بمدى الوعي وتجذر السلوك الحضاري الذي يطبع سلوك مواطنيها.

 


في نفس السياق


آخر الأخبار