Publié le 06-03-2018

Hizb Ut-Tahrir : Les événements de Chaambi sont une mise en scène dont les auteurs sont le Front Populaire et l’Algérie

Hizb Ut-Tahrir  a déclaré, jeudi 9 mai, dans un communiqué rendu public que les événements de Jebel Chaambi sont une mise en scène dont les auteurs sont le Front populaire et l’Algérie.



Hizb Ut-Tahrir : Les événements de Chaambi sont une mise en scène dont les auteurs sont le Front Populaire et l’Algérie

Hizb Ut-Tahrir a affirmé que les événements de Jebel Chaambi visent à détourner l’opinion publique et à nuire aux islamistes.

Le communiqué informe qu’il s’agit de complots visant à combattre l'éveil islamique. Hizb Ut-Tahrir a, par ailleurs, souligné que ces événements ont été provoqués pour réanimer le débat autour des articles de la constitution.

Pour plus de détails, ci-joint le communiqué :


كفى إرهابا وإرعابا لهذا الشعب المقهور

لك الله يا تونس؛
إنّ السلطة تعلم علم اليقين ممثلة في حزبها الحاكم والنافذين أن هذه الأمواج من الأحداث المركبة، وآخرها ما تعلّق بجبل الشعانبي، هي من تدبير جهة مخابراتية ماكرة غربية مكشوفة وبتنسيق مع جهة مخابراتية عربية جارة أيّدت القذافي الطاغية على شعبه إلى آخر لحظة.. وأسالت دماء شعبها أنهارا، وسخرت من ثورة تونس وتمكر لها وتسعى إلى إرباكها.. ولكن السلطة عاجزة متواطئة لا تقدر حتى على الافصاح عن كواليس هذه الأحداث الغامضة.. ما يجعلها تحت خطّ الحكم وتحت خطّ الثورة.. بلا مسؤولية، وما يؤكّد أن تونس الآن هي محلّ لتصفية صراع إقليمي كاسح بين فرنسا المتراجعة المتقهقرة من جهة وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى.. ما يؤكّد هذا هي مجموعة من القرائن:
1) وعي الكثير من الأطراف السياسية بالبلاد بدور الوكالة الذي يقومون به تحت عنوان "الغاية تبرر الوسيلة"، من ذلك ما صرّح به أحد أدعياء الاختصاص في الإرهاب (عليّة العلاني) في التلفاز وبكل وضوح (ألغوا قانون تحصين الثورة.. يتوقف الإرهاب)، نعم هكذا. ومن قبله تصريح صادم للأمين العام للاتحاد التونسي للشغل (لو استجابت السلطة لدعوة الاتحاد للحوار الوطني لما وقعت أحداث سليانة)، أمّا تصريحات السبسي فهي متواترة في هذا الصدد...وقس على ذلك.. موقف بحدث وحدث بموقف.
2) إنّ اغتيال شكري بلعيد يحيل بالاستنتاج وبالمعلومة إلى هذا الصراع الإقليمي، وقد أكّد المحامي فوزي بن مراد المظنون أنّه قُتل أن الذين قاموا بعملية الاغتيال جاؤوا من الجزائر وقد تم تأمين إخراجهم إلى نفس الوجهة بعد ذلك ولكن الجهة العميلة الحريصة على إخفاء الحقيقة تواطؤًا أو جبنا زجروه، بل وهدّدوه وقد أكّد في ندوة صحافية أنه يتعرض لضغوطات كثيرة.
3) إنّ أحداث الشعانبي، وهي غريبة المنطلق، قد تزامنت مع قرب إيداع مسودة الدستور الإيداع الأخير قبل إقراره، ويلاحظ الجميع إثارة النقاش مجدّدا حول مواد الدستور حتى المادّة الأولى منه (دينها الإسلام) واعتبار هذا الدستور من قبل كثير من العلمانيين خطّا أحمر ولا يمكن قبوله ولا ما يترتب عليه من حياة سياسية.
4) تزامن هذا كله مع تصريحات لقيادي في الجبهة الشعبية (الناصر العويني) أنّ تيّاره سيخوض مواجهة اجتثاث مع حركة النهضة واعتباره الإسلاميين عموما خطرا قادما سيهدّد في قادم الأيام الجزائر بثورة (لاحظوا السياق الإقليمي)، وزاد على ذلك أنّ المواجهة آتية وقد تقتضي العصيان المدني.. هكذا!... والكلام كان في مدينة الكاف، والرمزية واضحة، فالجزائر تعتبر المنطقة الغربية من تونس هي حزام أمانها ضدّ الثورة. علما وأن جهات نافذة في هذه الجبهة هي عميلة لفرنسا بكل امتياز وتعتبر الفرنكوفونية سلاحا فتّاكا تقدّميا ضدّ الصحوة الاسلامية.
5) إن الارتباك الذي وقع في تصريحات الجيش والأمن والتناقض حول أحداث الشعانبي ثم إدانتهم وإنكارهم للصور التي بثّت في الإعلام لتكون منطلقا لحملة على جهة سميت إرهابية، كلّ هذا يدلّ أنّ هناك جهة في هذين القطاعين متفطنة وترفض التآمر ولكن عليها ضغط، ونحن ننتظر رجلا رشيدا في هذه المرحلة لينقذ تونس بالمعلومات الصحيحة من هذه الكوابيس والكواليس والمؤامرات.
6) إنّ السلطة ومن وراءها قد قبلت هذا السياق، رغم أنّه في بعضه يستهدفها، وذلك لتحوز هي عصا السبق، أي أنّها استحسنت عنوان "محاربة الإرهاب" ووجدته فرصة ذهبية للقفز على الاستحقاقات والخروج من دائرة المساءلة عن الإسلام الذي لم يطبّق منه شيء.. ومصالح النّاس الضائعة المهمّشة..الخ .. وقد قال سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية صراحة: إنّ الواقع قد غيّر أولويات المرحلة؛ فلم تعد المحاسبة أو الملفات الاجتماعية ذات أولوية، ومن قبله قال راشد الغنوشي (إنّنا في حالة جهاد ديمقراطي ضدّ الإرهاب)!!! والجميع يعلم أنّ هذا العنوان محبّب إلى الغرب والكلّ يهرول لتقديم خدمات استثنائية فيه. وهكذا يقدّم الحزب الحاكم نفسه صمام أمان للجهتين: الراضية عنه وهي بريطانيا وأمريكا والمشاكسة له وهي فرنسا.
7) ويتجلى البعد الإقليمي أيضا في الترتيبات التي تعدّها فرنسا في شمال أفريقيا، من ذلك ثناء رئيسها على حكام المغرب واعتبار المغرب لا تحتاج إلى ثورة وتدخلها العسكري الغاشم في مالي رغم أنه لا يوجد عموما رضى دولي عنه، وأعمالها المخابراتية القوية في ليبيا التي كلفتها تفجيرا هائلا في سفارتها، وأخيرا إزاحة بوتفليقة والمقربين منه أي التيار الذي فيه ولاء بريطاني وعنده بقية منازعة لفرنسا في الجزائر.. واضح أنّ عودة الاستئصاليين للظهور في الجيش والحكم هو مقدمة للقيام بأعمال قذرة داخليا وخارجيّا في حرب استباقية لمنع ثورة في الجزائر ستغيّر المنطقة بأسرها، وهي ثورة كامنة في الناس وبدأت تظهر بوادرها.. ومن هذه الأعمال المدبرة اصطناع وضع الإرهاب.. والمخابرات الجزائرية تتحكم فيه وفي جماعاته إلى حدّ بعيد ثم اصطناع وضع الضحيّة بإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع تونس احتياطا. وقد جاء تصريح وزير داخلية تونس ليقدّم دليلا إضافيا على السياق الإقليمي لأحداث الشعانبي إذ قال (إن الجزائر قد اطمأنت إلى أن ثورة تونس لن تصلها)، والقصد أن الجزائر تتوجس من تجربة تونس، وكاره الثورة هنا وهناك هي فرنسا طبعا. وهذا الكلام يدلّ على أنّ الداخلية عالمة بالأمر وتتداوله ولكنّها لا تُفصح عنه بدليل الالتفاف السّريع على هذا التصريح من أعلى هرم السلطة والحزب الحاكم.
8 ) إنّ الغموض المتواصل في أحداث كبرى ومفصلية لهو خطر كبير على الحياة السياسية بل على حياة النّاس عامّة... فالعمل السياسي أوشك أن يصبح بتمامه مخابراتيا متعفّنا.. فاغتيال شكري بلعيد غامض وأريد له الغموض لأنّ جهة خارجية متورّطة فيه.. ولها من قوّة التهديد والخبث ما يجعلها تضغط لعدم كشفها وفق قاعدة الرّدع المتبادل.. وهذا الغموض متواصل على تونس منذ موجة القنص المرعبة التي أشارت تقارير كثيرة إلى أنها ترجع إلى جهات غربية.. وهو غموض يضاف إلى غموض المدّة الأولى للثورة من إرهاب مارسه سياسيون مجرمون في الكاف والقصرين وبنزرت وغيرها، بل وذات أحد أسود مرعب في العاصمة والغموض يتأكّد مع رجال أعمال خلطوا المال والسياسة بالإرهاب. وهو غموض مقصود لأنّ السلطة على درجة عالية من الجبن أو التواطؤ تتعاطى السياسة لا وفق الواجب الإسلامي ولا في السياق الثوري وإنما هو وفق انتهازية مدمّرة.. وهي اليوم لا ترى مانعا أن يكون ثمن المقايضة في الملفات والمواقع وتوزيع الخريطة السياسية هي دماء أبنائنا.. ولو بالسكوت عنها.
هكذا بكل دم بارد يمررون علينا اليوم أحداث الشعانبي مع زخم إعلامي أشنع وأفظع من عهد بن علي!! كأن لسان حال السلطة وكل من تحكمت فيهم شهوة السلطة (نريد إرهابا لنزداد تمكنا) (والغاية تبرر الوسيلة).
لك الله يا تونس؛
إنّ في الشارع وفي أبناء الصحوة الإسلامية درجة عالية من الفطنة، وهي كلّها غير معنية بما يحدث في الشعانبي وغيره إلا من جهة كشف المؤامرة على الناس وعلى أفراد الجيش والأمن المغرر بهم...كذبوا على الناس في مسألة العبدلية، وكذبوا على الناس في موجة هدم مقرات الأولياء، وكذبوا على الناس في كثير من المواضع، واليوم يواصلون وفق قاعدة (اكذب ثم اكذب حتى يصدّقك الناس).
لهؤلاء المنخرطين في المسرحية نقول: إن كان في الجبال بعض نفر فهم في الأغلب عملاء لكم ولجيرانكم ولن تنطلي الحيلة.. ومواجهتهم لا تكون إلا على هذا الأساس، وقد أكّدنا أكثر من مرة أن الإرهاب والسلاح والدسّ المخابراتي هو في صف أعداء الأمة والبلد.. والعزاء كلّ العزاء للمغرّر بهم.. ونحن ننتظر الرجل الرشيد الكاشف الفاضح الذي يقلب طاولة القمار على أصحابها.. لأن نزيف 200 ألف جزائري ذبحوالم يوقفه إلاّ رجال انشقّوا وكشفوا المؤامرات بالأدلّة والبراهين وسيذكرهم التاريخ شرفاء.. ولكن عجّلوا أيّها المخلصون قبل فوات الأوان وقبل مزيد الدماء، فالمتآمرون قسموا الأدوار بين سياسيين لا ذمّة لهم وبعض الإعلاميين المشبوهين.. وانضم إليهم صادقون صامتون طوعا أو كرها.
لك الله يا تونس؛
ولن ينقذك إلاّ إسلام رضيته الأمّة ويطبّقه الأكفاء المخلصون لإزالة كلّ بؤر التآمر وبيع الذمم والثروات والثورات.
نعم يجب الإجماع ولكن على ماذا؟ على ردّ كل عدوان أجنبي عن الثورة من منبته ومنطلقه لا بمحاربة الأشباح والأتباع والعملاء الصغار جدّا واصطناع المعارك الوهمية حتى لا يبقى الأعداء الحقيقيون داخليا وخارجيا آمنين وأكثر من ذلك محرضين مستفيدين بل أدعياء بطولة زائفة، وفي مقابل هذا تضيع ثورة عليها دولة لا تقدر على تسيير منجم ولا الإحاطة بجبل.. عجزت عن الحق أن تطبّقه وعن الحقيقة والمعلومة في حدّها الأدنى أن تقولها.
لكِ الله يا تونس..


H.B.N.
hizb-1.jpg

Dans la même catégorie