Publié le 06-03-2018

المرزوقي يحلّل حركات الإسلام السياسي بعد ''مؤتمر النهضة''

اعتبر الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، أن "الموجة الإسلامية" التي شهدت مداً منذ السبعينيات، بدأت في الانحسار بعد أن أصبح "الإسلام السياسي المدني المعارض" داعماً "للمنظومة القديمة" على حدّ قوله.



 المرزوقي يحلّل حركات الإسلام السياسي بعد ''مؤتمر النهضة''

وفي مقالٍ له نشره موقع الجزيرة نت، بعد أيام قليلة من إعلان "حركة النهضة" التونسية الفصل بين "الدعوي والسياسي" والتحوّل إلى حزبٍ مدني، قال المرزوقي أن موجة الانحسار الإسلامي التي تحدث الآن هي الرابعة في نظره، بعد زوال موجات الوطنية والشيوعية والقومية، والتي ذهبت مع الريح عندما أثبتت فشلها الذريع، وخيّبت آمال من تعلّق بها.

يضع المرزوقي في إجابته على هذا السؤال معياراً مفصلياً هاماً هو المسؤول عن استمرار الموجات أو زوالها.

فمن وجهة نظره "رسبت الوطنية وهي تصبح أنظمة استبدادية فاسدة، كما فشلت القومية حينما رسبت في "توحيد شعوب الأمة"، بينما انتهت موجة الشيوعية عندما أصبح الحزب الشيوعي الصيني "حامياً للرأسمالية".

ويقدّم المرزوقي حججه برسوب الموجة الإسلامية، بالإشارة إلى فشل مكوناتها، بتحوّلها إلى داعمٍ "للمنظومة القديمة"، وقال "كم هو مضحكٌ مبكٍ أن نرى الإسلام السياسي اليوم بشقّيه المسلح والمدني داعماً للمنظومة القديمة، كلّ تيار بآلية مختلفة والنتيجة واحدة".

وميّز المرزوقي بين 3 مكونات في الموجة الإسلامية: فالإسلام السياسي الحاكم -بحسب ما قاله- تحول في جلّ البلدان الخاضعة له لنظامٍ مستبد لا يقلّ قمعاً وفساداً عن أي نظام آخر يحكم باسم الوطنية أو القومية أو الشيوعية.

وعن الإسلام السياسي المعارض المسلح، يرى المرزوقي أنه جرّ الويلات على "الأمتين العربية والإسلامية"، ويقول إن "مغامراته العبثية" خارج الحدود لم تنجح إلا في إعطاء الغرب مبرراً "للتواجد العسكري المباشر على أراضينا". ناهيك عمّا مثّلته هذه الحركات من هدية ثمينة لأنظمة استبدادية حشدت بحجة محاربة الإرهاب دعم الغرب لتبقى وتدوم.

أما الإسلام السياسي المعارض المدني، فيقول المرزوقي "عوض أن يوثق الإسلام السياسي المدني تحالفاته مع القوى الحاملة لمشاريع المستقبل نراه في أكثر من بلدٍ عربي يسعى ليُقبل به شريكاً داخل المنظومة التي انتفضت ضدها شعوب الربيع العربي، وذلك بعد أن سلّم بعجزه عن أن يكون لها بديلاً".

ويأتي مقال المرزوقي بعد أيام من إعلان "حركة النهضة" فصلها بين "الدعوي والسياسي" وذلك في محاولةٍ -بحسب محللين- للنأي بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين بعد إطاحة الجيش المصري في 2013 بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وتصاعد عنف جماعاتٍ جهادية مسلّحة في تونس ومصر ودول أخرى بالمنطقة.

وكان الغنوشي أشار في كلمته في المؤتمر العاشر للحركة إلى "التمايز الواضح بين المسلمين الديموقراطيين الذين هم نحن وبين تيارات التشدد والعنف التي تنسب نفسها ظلماً وزوراً إلى الإسلام".

وردّ الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على خطوة الحركة بـ"التأكيد على أن النهضة أصبحت حزباً مدنياً تونسياً قلباً وقالباً، وولاؤه لتونس وحدها". كما دعاها إلى التأكيد "على خصوصية حركة النهضة المستمدة من طبيعة المجتمع الذي نشأت فيه، مما يفرض اعتبار السياق الاجتماعي والسياسي التونسي وحده لا غيره عند تقرير سياستها".

وقال المرزوقي في مقاله "لننتبه لمغزى التخلي عن صفة الإسلامي في اسم مثل هذه الأحزاب وفي مرحلة ثانية تنصّلها من المرجعية الإسلامية نفسها"، واعتبر أن الأحزاب الشيوعية عرفت "نفس الظاهرة في مرحلة أفولها حيث غيرت هي الأخرى أسماءها وادّعت القطع مع مشروع دكتاتورية البروليتاريا لتلبس مسوح الديمقراطية واعتماد اشتراكية وردية لا تخيف أحداً؛ لكن محاولة الإنقاذ هذه لا تمنع الانحسار بل تسرع به".

واعتبر أن النهاية في هذا المسار "انقلاب جلّ الأحزاب الإسلامية إلى أحزاب يمينية تبحث عن موقعٍ في السلطة ولو بثمن التناغم مع إملاءات الخارج ورأس المال الفاسد وغير الفاسد، أي بكل الوسائل للسياسة المكيافيلية الكلاسيكية".

هافينغتون بوست عربي



Dans la même catégorie