Publié le 06-03-2018

اختتام أيام قرطاج المسرحية: تكريم الأوّلين وإتاحة الفرص للاحقين

بعد أكثر من أسبوع من الاحتفالات بأب الفنون، أسدل الستار مساء السبت على الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية التي أتت حافلة بعديد الإنجازات على غرار اللامركزية، عدد الأطفال الذين تابعوا الأعمال المسرحية والذين قارب عددهم 75 ألف تلميذ.



اختتام أيام قرطاج المسرحية: تكريم الأوّلين وإتاحة الفرص للاحقين

سهرة الاختتام كانت فرصة لتكريم عدد ممن بذلوا أعمارهم خدمة للمسرح التونسي، وهم أحمد السنوسي، عبد اللطيف خير الدين وفاطمة بن سعيدان.

الاختتام كان احتفالا ولكنه كان أيضا فرصة لعرض أحد الأعمال الفنية وهي مسرحية تونس لأحمد أمين بن سعد.

راهنت الدورة السابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية في اختتامها على مخرج شاب هو "أحمد أمين بن سعد"، الذي لا يجد حرجا في الاعتراف بأنه مازال في بداياته، بعمله "تونس"!
اختيار عنوان كهذا هو مغامرة كبيرة، فغالبا ما يلتجئ المسرحيون إلى عناوين مركبة، تفرض عليك طرح الكثير الأسئلة وأنت تحاول فك شفرتها... "تونس" باختصار هي "تونس" على ركح المسرح استنادا إلى فكرة قديمة جدا أو كلاسيكية في الفن الرابع وهي في الوقت نفسه متأصلة في المسرح التونسي بشكل خاص: الحديث عن المجتمع الكبير، عن الكينونة من خلال قصة عائلة "هدار" المزاودي وأبنائه الستة الذين ينتمون إلى إيديولوجات مختلفة... كيف يؤدي الاختلاف إلى التطاحن؟ هذا ما عاشته تونس وتعيشه إلى اليوم: الاختلاف في البداية ثم التطاحن الذي يؤدي إلى التشتت والانقسام.

لعل "إرادة الشارع" الذي كان دائما الرقم الصعب في المعادلة السياسية هي التي أنقذت "تونس" من خطر الحرب الذي حذرت منه المسرحية التي اختار لها "أحمد أمين سعد" زمنا آخر (2019)، وهو هنا يحذر من النتيجة الدموية التي يبدو أنها حتمية إذا استمر الصراع السياسي والإيديولوجي وظل الوطن على حاله تلك من التشظي.

نماذج متنوعة من المجتمع التونسي لكن بأكثر عمق، تطرحها مسرحية "تونس" مع ما يمكن أن نلاحظه من تفوق المخرج "أحمد أمين بن سعد" في رسم الشخصية اليسارية التي كانت أكثر عمقا من غيرها، بخطاب جديد غير متكلس وكأن المخرج يقول هذا ما على اليسار أن يصير عليه: محاولة التعمق في قراءة الأشياء واعتماد الفلسفة كمرجع لم لا؟

اختار "أحمد أمين بن سعد" كاستينغ يضم عددا من الممثلين الذين تميزوا على الركح بشكل مذهل أحيانا: جمال المداني، منيرة الزكراوي، سهير بن عمارة، علي بن سعيد، ربيع ابراهيم، أمل عمراوي، ومحمد أديب حامدي، وتحملوا أعباء مسرحية حاولت أن تتفادى الشعارات والخطاب المباشر، بشيء من الاجتهاد في الإخراج مع التأثر بمرجعيات معروفة في المسرح التونسي، وبشكل خاص "فاميليا" لفضال الجعايبي.
 


jtc-241015-1.jpg jtc-241015-2.jpg jtc-241015-3.jpg jtc-241015-4.jpg

Dans la même catégorie