Publié le 06-03-2018

تشويه غربي مقصود للعمليات العسكرية الروسية في سوريا

ما أن بدأت العملية العسكرية الروسية في سوريا، حتى شنت وسائل إعلام غربية وعربية هجوما موسعا على التدخل الروسي مع محاولة تشويه الأهداف التي من أجلها تدخلت موسكو عسكريا في سوريا.



تشويه غربي مقصود للعمليات العسكرية الروسية في سوريا

أولى المواقف جاءت من الولايات المتحدة التي أعلنت أن العمليات العسكرية الروسية على مواقع "داعش" لن يكون لها فائدة كبيرة، وأنها بمثابة صب الزيت على النار، لينتقل الهجوم الأمريكي بعد ذلك إلى محاولة التشكيك في العمليات العسكرية الروسية عبر نشر دعاية مضادة تتهم موسكو بأن هدفها الحقيقي توجيه ضربات للمعارضة السورية تحت غطاء الحرب على "داعش".

وفعلا، خصصت الصحف الأمريكية والأوروبية (واشنطن بوست، نيويورك تايمز، الغارديان الأنديبندنت، لوفيغارو .. إلخ) صفحاتها للحديث عن الهجمات التي يشنها سلاح الطيران الروسي ضد المعارضة السورية، فيما أنبرى مسؤولون أمريكيون من المستويين السياسي والعسكري للتأكيد على أن معظم الغارات الروسية استهدفت المعارضة المسلحة والقوى التي تقاتل الحكومة السورية.

وكان مسؤولون روس أكدوا أكثر من مرة أن العملية العسكرية في سوريا تستهدف تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب استبقوا الضربات الجوية الروسية بإطلاق تقارير كاذبة نشرتها وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن مقتل مدنيين واستهداف "المعارضة المعتدلة".

ولعل ما حدث من دخول طائرتين روسيتين بشكل خاطئ للحظات الأجواء التركية، يكشف اللعبة السياسية والإعلامية الغربية، ففي مثل هذه الحالات يتم احتواء الموقف بشكل ثنائي بين البلدين، خصوصا وأن روسيا اعترفت بحدوث خطأ طفيف، ولا يترتب على ذلك كل هذه الضجة الإعلامية الغربية، واجتماع للناتو مخصص لهذه المسألة.

قراءة المواقف الغربية تشير إلى حالة الارتباك والخوف من المتغير الذي أحدثته موسكو داخل سوريا، ليس على صعيد محاربة "داعش" فحسب، بل على صعيد الأزمة السورية بشكل عام وموقع روسيا منها.

وهنا جوهر المشكلة، حيث لا يوجد رفض أمريكي لمبدأ التدخل العسكري الروسي ضد "داعش" وبعض التنظيمات التي تضعها واشنطن على لائحة الإرهاب، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المواقف الأمريكية الرسمية التي لم تتحدث عن مبدأ التدخل، وإنما عن حدود الأهداف.

الخشية الأمريكية تكمن في اليوم التالي لدحر "داعش" حيث تكون موسكو قد أصبحت أقوى اللاعبين في سوريا، ولديها القدرة على فرض أجندتها السياسية.

لكن، الانجازات العسكرية ووضوح الرؤية الروسية، دفعت وسائل إعلام غربية وأمريكية إلى إعادة قراءتها للحدث الروسي الجديد، فبدأت بعملية مقارنة بين هجمات التحالف الدولي على "داعش" والهجمات الروسية عليه، فوجدت فعالية واضحة في الهجوم الروسي لم تحققه هجمات التحالف خلال سنة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الروسي وجه صفعة قوية للولايات المتحدة عندما قام بإطلاق صواريخ من بحر قزوين وأصاب جميع الأهداف المحددة، وهذا يتناقض تماما مع الغارة التي شنتها الولايات المتحدة بالخطأ على مستشفى "أطباء بلا حدود" في محافظة قندوز بأفغانستان.

روسيا اليوم



Dans la même catégorie