Publié le 06-03-2018

رئاسة الحكومة التونسية: جائزة نوبل للسلام ، تكريم عالمي لمنهج الحوار والوفاق

على اثر حصول الرباعي الرّاعي للحوار الوطني المتكون من كل من الإتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين والرّابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 تعبّر رئاسة الحكومة عن بالغ الإعتزاز بهذا التكريم الذي نالته هذه المنظّمات العتيدة والذي يتجاوزها ليشمل تونس وكافة التونسيين والتونسيات.



رئاسة الحكومة التونسية: جائزة نوبل للسلام ، تكريم عالمي لمنهج الحوار والوفاق

وإنّ هذا التكريم العالمي المتميّز يترجم الإكبار والتقدير لمنهج الحوار والوفاق الذي ارتضته مختلف الأطراف الوطنية برعاية الرّباعي الرّاعي لهذا التّمشي بما أمّن الوصول ببلادنا الى انتخابات عامة حرّة ونزيهة جسمت إرادة الشعب وأفضت إلى  المرور من مرحلة المؤسسات المؤقتة إلى مرحلة المؤسسات الدائمة.

و إذ كرّس هذا المسار روح الوفاق والتداول السّلمي على السّلطة والطابع المتفرّد للتجربة التونسية في محيطنا الإقليمي فإنّه قدّم للعالم صورة مشرّفة عن بلادنا وشعبها ونخبها وقواها الوطنية وقياداتها السياسية.

كما أنّ هذا التكريم التاريخي الذي حظيت به تونس إنما هو تكريم لكافة شهداء الوطن  وشهداء ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي الذين سقوا بدمائهم الزّكية شجرة الحرية والديمقراطية وعبّدوا طريق العزّة و الكرامة والقطع مع الظلم والحيف والفساد

وإنّ هذا التكريم يمثّل كذلك حافزا على التّمسك بمنهج الحوار والتوافق سبيلا لاستكمال المسار الديمقراطي وتركيز مؤسّسات الجمهورية وتعزيز أركانها وترسيخ دعائم الحكم الرّشيد في إطار دولة مدنية  السّيادة فيها للشعب وتكرّس علوية القانون واحترام الحريات وحقوق الانسان والمساواة في الحقوق والواجبات.

وحري بالأطراف الوطنية والقوى السياسية ومكوّنات المجتمع المدني أن تستلهم من هذا التكريم الدولي ما يوطّد عزمها من أجل المضي قدما على درب تجسيم أهداف ثورة الحرية والكرامة ورفع التحديات القائمة واجتثاث آفة الإرهاب والجريمة المنظّمة وتحصين وطننا من المتربصين بأمنه واستقراره والتّصدي لكل المحاولات اليائسة لتقويض المسار الديمقراطي وبث الفوضى.

ومثلما توفقت بلادنا بفضل منهج الحوار والتشاور في كسب رهان الانتقال الديمقراطي فانها قادرة من خلال مواصلة التمسك بهذا المنهج وبتظافر جهود مؤسسات الدولة وسائر الأطراف من أحزاب ومنظمات وطنية ومكونات المجتمع المدني على كسب الرّهان التنموي وتذليل العقبات ومجابهة متطلبات الحاضر والمستقبل بإرادة قوية وعزم لا يلين.



Dans la même catégorie