Publié le 06-03-2018
الشروق الجزائرية: مخابرات المغرب خطّطت لاغتيال شخصيات جزائرية
كشفت وثيقة سريّة للغاية تحصلت عليها "الشروق"، الجزائرية عن تخطيط المخزن المغربي لتنفيذ عمليات إرهابية على التراب الجزائري، وذلك من خلال الاستعانة بعملاء من ليبيا، جنّدتهم المخابرات المغربية لتوريد السلاح نحو قيادات "عملاء للمخزن" في بعض المناطق الجزائرية التي تشهد شحنا طال أمده بشكل غير مفهوم.
ولا يستبعد مراقبون أمنيون أن تكون هذه المخططات على صلة أيضا بتنامي وتغذية الأحداث التي عرفتها منطقة غرداية في الآونة الأخيرة، إذ إنّ مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، وكذا وزير الخارجية رمضان لعمامرة سبق لهما أن تحدّثا عن تورّط دولة شقيقة في ما يجري من عنف بواد ميزاب نقلا عن ذات الصحيفة.
وكشفت الوثيقة الخطيرة، وهي تابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الإقليمي "المخابرات"، أو ما يعرف في المغرب "دي.أس.تي"، مؤرخة في 17 / 06 / 2015، عن مخطط أمني استخباراتي لاستهداف الجزائر بعمليات تخريبية، واستهداف ثكنات عسكرية وتدمير منشآت حساسة.
الوثيقة تحمل ختماً في أعلاها، يتضمن ترقيما خاصّا وهو 7365، وكتب في الأذن اليمنى منها: "المملكة المغربية، وزارة الداخلية، المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني"، والمرجع 7534/15 .
وتمثل الوثيقة المذكورة إرسالية موجهة إلى مستشار الملك في الشؤون الأمنية، وموضوعها كما ورد في النصّ هو: "ردّا على الإرسالية / 350 م.م/15.07.10".
وتتحدث الوثيقة في مطلعها عن الجهات العليا التي تابعت هذا المخطط، وهي مستشار الملك محمد السادس للشؤون الأمنية، وكذا محمد ياسين المنصوري الرجل الأول في جهاز المخابرات المغربية، حيث جاء فيها ما يلي: "تحت التأطير المباشر لمعالي السيد مستشار الملك في الشؤون الأمنية، وبأمر من السيد المدير العام".
ثم تتحدث الوثيقة عن المهمة الخطيرة التي قام بها الجهاز المغربي من خلال "عرض الملف رقم 1129/ م. ت / د. م، مشمولا بأربع خطط لتنفيذ مهمة التوتر العام بالاتفاق مع ضباط المديرية العامة للدراسات وحفظ المستندات الذي عقد بتاريخ 2-7-2015 بمقر هذه المديرية العامة"، قبل أن تضيف ما هو أخطر "نخطر معاليكم أنه تمّ التنسيق مع عملائنا من ضباط الجيش الليبي بمدينة الصخيرات بتاريخ 8-3 - 2015، بحضور السيد صالح المخزوم والسيد عبد المجيد غيث النصر، حيث تم الاتفاق على تزويد عملائنا في الجزائر بالأسلحة المشار إليها في الصفقة المرفقة أسفله".
ثم تذكر الوثيقة "التنسيق مع عملائنا /ق.ب.م.إس/ الآتية شفراتهم السرية في القائمة المرفقة أسفله، على تنفيذ عمليات تخريبية على التراب الجزائري/ استهداف ثكنات عسكرية / تدمير منشآت حساسة/، و"تزويد العملاء /ق. ب.م.إس" بقائمة تتضمن أسماء شخصيات سياسية وعسكرية جزائرية من أجل التنفيذ".
وتحمل الوثيقة المشار إليها ختم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ووقعها المسؤول عن قسم التبليغ، المراقب الذي يحمل الشفرة DGSN/DGST n.670/81 . ومكتوب على يمينها (D.G.ST خاص بالإرساليات الداخلية المكتب 7).
وهكذا تظهر خطورة الوثيقة، والتي تفضح تخطيط مخابرات الملك محمد السادس، لتنفيذ هجومات إرهابية واستهداف ثكنات عسكرية، وتدمير منشآت حساسة داخل التراب الجزائري، عن طريق التنسيق مع أطراف أجنبية لإدخال الأسلحة للجماعات الإرهابية التي تترنّح تحت ضربات الجيش الوطني الشعبي.
الاجتماع مع ضباط الجيش الليبي الذين وصفتهم المخابرات المغربية بالعملاء جاء في مدينة الصخيرات، جنوبي العاصمة المغربية الرباط، والتي شهد منتجعها السياحي جولات للحوار الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الفرقاء الليبيين، من خلال المبعوث الأممي برناردينو ليون، والذي بدأ في شهر مارس من العام الجاري، وهي الفترة نفسها التي حدث فيها الاجتماع الذي تكشفه الوثيقة السرية المسرّبة، كما أن إحدى الجولات كانت في شهر جوان المنصرم خلال الفترة التي تحمل تاريخ هذه الوثيقة.
أما الاسمان اللذان تمّ ذكرهما، ويتعلق الأمر بكل من صالح المخزوم وعبد المجيد غيث النصر، فهما على ما يبدو شخصيتان معروفتان في المشهد الليبي ما بعد الثورة على معمر القذافي.
فصالح المخزوم هو صالح محمد المخزوم على الأرجح، من مواليد 1975، وهو النائب الثاني السابق لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، وعضو المؤتمر سابقاً عن مدينة سبها، فيما يرّجح أن يكون عبد المجيد غيث النصر عضو المجلس الوطني الانتقالي سابقا، عن محافظة سبها أيضاً، كما أنّه رئيس اللجنة الأمنية العليا التي تتبع المجلس، والمعنية بحماية العاصمة طرابلس.
بالنسبة لمن سمّتهم الوثيقة بعملاء الجزائر، والذين يحملون شفرات خاصة، فيعتقد مختصون في الشؤون الأمنية، أن الأمر يتعلق بقياديين في "القاعدة" أو مسلحين غير منضوين تحت أي لواء، وقد سبق أن نشرت "الشروق" في عددها الصادر بتاريخ 08/02/2015، وثيقة مسربة تتحدث عن لقاء سري جمع خمسة ضباط من المخابرات المغربية مع قياديين في التنظيم الإرهابي بموريتانيا، والذين يحملون شفرات سرية، حيث كانت الشفرة السرية لأمير التنظيم المدعو عبد المالك درودكال هي 745/ق.م.إس، بينما حملت شفرة القيادي المدعو نبيل مخلوفي الرمز 798/ق.م.إس، ورفيقهما الثالث المدعو جمال عكاشة 711/ق.م.إس.
//الشروق الجزائرية//