Publié le 06-03-2018

الهايكا تستنكر تدخل المجلس الإسلامي الأعلى في برامج الإذاعة التونسية

عبرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري عن مساندتها لمؤسسة الاذاعة التونسية وتدعوها الى مزيد التمسك باستقلاليتها في صياغة برامجها وحريتها في اختيار المتعاونين معها طالما تم ذلك وفق معايير واضحة وشفافة ومسؤولة في كنف احترام مستلزمات المهنة من قواعد وأخلاقيات.



الهايكا تستنكر تدخل المجلس الإسلامي الأعلى في برامج الإذاعة التونسية

ويأتي ذلك على إثر تلقيها نسخة من مراسلة وجهها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى للجمهورية التونسية إلى الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية بتاريخ 26 جوان 2015، عبّر من خلالها عن موقف من محتوى برنامج للمفكر يوسف الصديق يتناول من خلاله مسائل حضارية وتاريخية و دينية.
و قد تضمنت هذه المراسلة نقلا عن بلاغ الهيئة تقييما مبنيا على قناعات مفادها أن المفكر يوسف الصديق يمارس "تحريفا متعمدا لمعاني القرآن الكريم والسنّة النبوية" كما أشارت المراسلة الى أن هذا " النوع من الدسّ والتحريف لمعاني القرآن الكريم" يُذكَّر بممارسات سابقة سلكها آخرون مثل سلمان رشدي الإيراني ومحمد أركون الجزائري وأعتبر ان مثل هذه البرامج " هدمية للأمن الثقافي والعقدي" وفي نهاية المراسلة عرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على مؤسسة الاذاعة امكانية تشريك اعضاء المجلس الاسلامي في اعداد البرامج الثقافية و الدينية.
وعبرت الهيئة عن استنكارها لهذا التدخل الواضح في عمل الإذاعة التونسية والمسّ من استقلاليتها مؤكدة أنها مرجع النظر الاساسي فيما يتعلق بتعديل المضامين الإعلامية و "إذا كان ثمة ملاحظات فإنه من الأحرى التوجه بها إلى الهيئة."وأن المؤسسة الإعلامية العمومية تتمتع باستقلالية تامة في تحديد برامجها و طرق تناول مضامينها و تتم مساءلتها من خلال القواعد المهنية و الأخلاقية المتعارف عليها "و من غير المسموح إصدار تعليمات من أي جهة كانت حتى ولو وردت في شكل نصائح" .
كما عبرت الهيئة عن رفضها أسلوب الترهيب الفكري الذي طبع مراسلة المجلس الإسلامي الأعلى حيث تم ذكر اسم المفكر يوسف الصديق في سياق الحديث عن "محرفي معاني القران الكريم" كما تم إدراج اسمه في دائرة أسماء سبق أن هدر دمها من قبل متطرفين و رصدت جوائز مالية لتصفيتهم ، منبهة رئاسة الحكومة لخطورة مثل هذه المواقف الصادرة عن مؤسسة تعود لها بالنظر حيث تضمنت المراسلة تحريضا صريحا ضد المفكر يوسف الصديق وهو ما قد يعرض حياته للخطر في ظل ظروف امنية حرجة.
كما يؤكد مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري عن تضامنه المطلق مع المفكرين والمثقفين التونسيين وضرورة الاعتراف بدورهم المحوري في ترسيخ مبادئ الفكر النقدي ومقارعة الخطابات المتطرفة الساعية إلى احتكار سلطة التأويل .
 



Dans la même catégorie