Publié le 06-03-2018

مجلس النواب يوافق على خروج تونس إلى السوق المالية العالمية




مجلس النواب يوافق على خروج تونس إلى السوق المالية العالمية

صادقت لجنة المالية والتخطيط والتنمية بمجلس نواب الشعب، اليوم الثلاثاء، على إصدار قرض رقاعي بالسوق المالية العالمية بقيمة ألف مليون دولار أمريكي على أقصى تقدير، بموافقة 7 أصوات ومعارضة صوت واحد (الجبهة الشعبية)

 ويأتي خروج الدولة على مستوى هذه السوق في إطار تعبئة موارد لفائدة ميزانية الدولة المنصوص عليها بقانون المالية لسنة 2018. وستقوم وزارة المالية في هذا السياق بتكليف البنك المركزي التونسي لإعداد عملية الخروج، التي تستغرق ستة أسابيع، على أن يتم الخروج خلال النصف الثاني من شهر مارس 2018.

ويتم أخذ رأي لجنة المالية في هذا الصدد تطبيقا لأحكام الفصل 32 من القانون عدد 35 لسنة 2016 المؤرخ في 25 أفريل 2016 المتعلق بضبط النظام الأساسي للبنك المركزي التونسي.

وتقدر حقوق دخول تونس إلى السوق المالية العالمية ب2،4 بالمائة فيما يتم تحديد نسبة المخاطر أو الهامش على الإقتراض بحسب مدة سداد القرض، التي تتم دفعة واحدة. وتقدر هذه النسبة مثلا ب3 بالمائة إذا كانت المدة 5 سنوات وب4،45 بالمائة إذا كانت 10 سنوات وب4،5 إذا كانت 15 سنة.

وأوضح وزير المالية محمد رضا شلغوم، لدى إستماع اللجنة له ولمحافظ البنك المركزي الشاذلي العياري في هذا الاطار، أن تسديد هذا القرض الرقاعي يمكن أن يكون على أقساط قد تصل إلى 30 سنة. وأوضح أن لجوء تونس للاقتراض يأتي تلبية لحاجيات البلاد من العملة الصعبة وتغطية العجز التجاري والميزانية والعجز الجاري (بلغ مستويات قياسية في حدود 10 بالمائة)

وبين أن الدولة كأي مستثمر يبحث عن كلفة تداين أقل من ذلك عزوفها عن الاقتراض من السوق المالية الداخلية كان بسبب ارتفاع نسبة الفائدة وأن الخروج الى السوق العالمية سيمكن من الاستفادة من نسبة فائدة أقل ب30 نقطة.

وتابع أن خارطة الطريق تنص بداية من سنة 2018 على استرجاع نسب نمو أهم وتحسين مكوناته خاصة في ظل توفر معطيات إقتصادية جيدة تفيد بتحسن معدلات النمو في الفضاءات الاقتصادية المحيطة بتونس من ذلك الاتحاد الأوروبي مما من شأنه أن يزيد من الطلب على السلع والخدمات التونسية.

وأوضح أن إعتماد مبدأ تحديد ميزانية الدولة كل سنة لا يعني عدم "تحملها إرهاصات السنوات، التي سبقت" لذلك تضمنت ميزانية 2018 جملة من الإصلاحات منها العمل على التقليص من عجز الميزانية الى مستوى 4،9 بالمائة (مقابل 6،1 في 2017) ومن المديونية إلى ما دون 70 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.

وأفاد محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري أن الترفيع في نسبة الفائدة المديرية يعد الية للحد من المنحى التصاعدي للتضخم وانفلات الأسعار وان تأثير الترفيع في هذه الفائدة ليس حينيا وأنه إجراء عادة ما يثير إستياء عدة أطراف ليس في تونس فقط ولكن في العالم بأسره وخاصة منهم المستثمرين في ظل زيادة كلفة الاقتراض. وبين أن البنك المركزي يتجه بهذا الترفيع لكل الفئات وليس فئة دون غيرها.

واعتبر نواب اللجنة أن الموافقة على خروج الدولة الى الأسواق المالية في إطار تعبئة موارد لفائدة ميزانية سنة 2018 هو أمر حتمي إعتبارا إلى مصادقة نواب الشعب على نفس الميزانية في وقت سابق لكن لم يمنع ذلك من توجيه تساؤلات واقتراحات بشأن إعادة جدولة الديون على الأقل مع أطراف معينة (محمد الفريخة/نهضة) أو اللجوء إلى قروض أقل تكلفة من الخروج على السوق العالمية على غرار القروض البنكية (محمد بن سالم/نهضة) وتاثير الترفيع في نسبة الفائدة على المستثمرين (حافظ الزواري/افاق). كما تساءل النواب عن مدى قدرة تونس في ظل الوضع، الذي تمر به، من التحكم في شروط الإقتراض (ريم محجوب/افاق) واعتبروا أن التداين والاقتراض بشكل مفرط هو نتاج سياسات اقتصادية واجتماعية "فاشلة" للحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية (المنجي الرحوي/ الجبهة الشعبية).


وات

Dans la même catégorie