Publié le 06-03-2018

الصحفي التونسي علاء الدين زعتور ينجو من الاختطاف في ليبيا

نشر الصحفي التونسي علاء الدين زعتور الذي يعمل بشبكة التلفزيون العربي ،اليوم السبت 27 أوت ،عبر صفحته الرسمية على الفايس بوك عن كيفية اختطافه في ليبيا.



الصحفي التونسي علاء الدين زعتور ينجو من الاختطاف في ليبيا

وقل زعتور في تدوينته "كنا نسير في طريقنا نحو مطار معيتيقة، نتبادل أطراف الحديث بخصوص ما وقفنا عليه من معاناة المواطن الليبي خلال زيارتنا إلى المستشفيات التي تشكو نقصا حادا في الطواقم الطبية والأدوية وما شاهدناه من طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى أمام المصارف والبنوك...

لم تكن الزيارة الأولى إلى ليبيا، فلقد زرت البلد شرقا وغربا خلال العاميين الماضيين وعملت في مناطق سيطرة طرفي النزاع دون أي مشاكل تذكر...

فجأة، تغيّر كل شيء... تعترض سيارة بيضاء طريقنا ومعها آخرى تقف خلف سيارتنا ... ينزل 8 مسلحين بسرعة كبيرة ... يشهر كل منهم سلاح الكلاشنيكوف في وجهنا ... وتلك لحظات لا يمكن لأي شخص أن ينساها ... يتم إنزالنا من السيارات ووضع كل واحد منا في صندوق خلفيّ... قبل أن تواصل السيارات سيرها لمدة 20 دقيقة بسرعة جنونية...

في الصندوق الخلفيّ، يستعيد المرء شريط حياته رغم قصر المدة نسبياً... أنت لا تعرف من الجهة الخاطفة، وهل أنت معتقل أم مختطف، وهل ستخرج حيا أم ميتا، وكم سيدوم كل ذلك ... تشعر لوهلة أن الحياة قد تتوقف في أي لحظة ... حاولت رغم ذلك التركيز، واسترجاع ما تعلّمناه في تدريبات العمل في مناطق الحروب والنزاعات... لكنني سرعان ما أدركت مجددا أن كل ذلك لا يجد نفعا، فأنت مختطف لدى مجموعة مسلحة عناصرها شباب طائش (من خلال تصرفاته)، ولست معتقلا لدى جهة معروفة أو معلومة ... وحينها تسلم نفسك لمشيئة الرحمن ... تتوقف عقارب الساعة ولا تفكر إلا في أحبتك وعائلتك...

وصلنا إلى مكان ما، تم إنزالنا وأسلحة الكلاشنيكوف فوق رؤوسنا ... وتم وضعنا في بيت فارغة ... وهناك بدأت رحلة أخرى من الهرسلة النفسية...دامت العملية لساعات طويلة ... لا ندري من قام باختطافنا/اعتقالنا، ولا سبب ذلك ... ولا سبب إطلاق سراحنا بعد "التحقيق" لاحقاً... حين دخلت غرفة التحقيق معصوب العينين، قال لي أحدهم "هل تريد أن نفعل لك ما حدث مع نذير؟" ...

ما حصل معنا يحصل وسيحصل على ما يبدو مع مجموعات أخرى ... ولكن، هناك في ذلك البلد الممزق، لن يعود السلام ما لم تتم السيطرة على هذه الكتائب المنفلتة... التي تسيء لنفسها وبلدها وثورتها قبل أن تكون أساءت إلى مجموعة "أجانب" زارت البلد وغادرته...

بعض الأصدقاء سألوني عن سبب ذهابنا إلى ليبيا في مثل هذه الأوضاع... لا أدري حقيقة... أنا فقط أؤمن بأن عمل الصحفي يجب أن يكون على الميدان مادامت القصة هناك..."



Dans la même catégorie