Publié le 06-03-2018

بالجزائر كل الطرق تؤدي إلى تونس: سر التوافد غير المسبوق

يبدو أن رحلة الصيف إلى البلاد التونسية ومُركّباتها السياحية، ما انفكت تزداد حركتها، وتبلغ ذروتها من يوم إلى آخر، خاصة عبر منافذ ولاية الطارف الحدودية بين مركزي لعوينات وأم الطبول، فلا يمضي يوم إلا ونجد طوابير طويلة تصل إلى أكثر من كيلومترين من السيارات تنتظر ساعات طويلة تحت لفحات الشمس الحارقة، إلى غاية مرورها على مكاتب الاعلام الآلي بالمعبر للخضوع لإجراءات مراقبة وثائق التنقل والمصادقة عليها.



بالجزائر كل الطرق تؤدي إلى تونس: سر التوافد غير المسبوق

ببلوغ شهر أوت أسبوعه الأخير، وباقتراب موعد الدراسة مطلع شهر سبتمبر القادم، تضاعف إقبال الجزائريين وصارت كل الطرق تؤدي إلى تونس، فحسب معلومات استقتها الشروق اليومي من ديوان وزارة السياحة التونسية بجندوبة، فإن الإحصائيات والأرقام المسجلة لديهم تشير إلى أن تدفق الجزائريين بلغ نسبا غير مسبوقة في تاريخ السياحة التونسية، حتى إنه بلغ معدل وصفه التونسيون في اليومين الأخيرين بالمذهل عبر مركزي ملولة وببوش التونسيين أكثر من 8000 جزائري في يوم واحد، بما يشكل ضعف العدد المسجل من ذات اليوم في السنة الماضية، مع تسجيل معدل دخول يومي تم تقديره بقرابة 6000 وافد يوميا طوال الصيف، أي بعد عيد الفطر المبارك، كما أفادنا مصدر عليم بأن عدد الخارجين بلغ في العشرين من أوت رقما مدهشا، وهو 16400 متنقل جزائري في يوم واحد إلى جانب قرابة الخمسمائة أجنبي مروا عبر الجزائر نحو تونس، بالإضافة إلى 2020 مركبة جزائرية فيها المئات من الحافلات ضمن السياحة الجماعية، وهي جميعها أعداد تمثل أرقاما قياسية، وأكد رجال الدرك بأن الطريقين الوطنيين بالطارف رقم 84 و44 المؤديين للأراضي التونسية، لا تتوقف الحركة على مستواهما أبدا، خاصة بمدخل بلدية عين العسل والنقطة الدائرية المؤدية إلى البرابطية بالقالة، على امتداد الأربع والعشرين ساعة شأنهما في ذلك شأن المعبر الذي لا يتوقف فيه العمل ليلا ونهارا على حد ما كشفه موظفون ورجال شرطة وجمارك صاروا لا ينامون أبدا. 

قصص صادمة عن واقع "السياحة" بالجزائر 

الشروق اليومي اقتربت من بعض الأفراد والعائلات وطرحت السؤال الذي يتضمن: سر هذا التدفق الرهيب على الجارة تونس، وتضاعف الأعداد مع مرور الأيام واقتراب نهاية شهر أوت؟ 

فأجمع الكل على أن تونس تبقى بالنسبة إليهم الوجهة المفضلة خاصة من الناحية المادية المقبولة والمقدور عليها، لاسيما في ظل عدم وجود منافذ أخرى ملائمة تجعلهم يغيّرون مسارهم نحو بلدان سياحية مجاورة للجزائر، وهناك من قال بأن أقارب له هناك يصلهم باستمرار، ويقضي عطلة الصيف عندهم، كما أشار البعض إلى أنهم يقصدون تونس باستمرار لارتباطات عملية وصحية ووجدانية، بينما تحدث آخرون عن الفارق الشاسع بين الإمكانيات السياحية التي تتمتع بها تونس على مستوى المعاملات والخدمات والأسعار المعقولة، خاصة الأمر الذي ركز عليه مسافر قادم من سكيكدة، حيث قال بأن ذهابه رفقة العائلة إلى أحد المركبات السياحية الجديدة بإحدى ولايات الوطن طلب مسؤولوه دفع مبلغ 3000 دج للفرد، لقضاء ساعات قليلة بالجناح المخصص للألعاب والراحة، فقرر الإقلاع إلى تونس لأن المبالغ التي يصرفها في أمسية واحدة كحقوق للدخول فقط بالإمكان صرفها في أيام في هذا البلد، فضلا عن مراكز الاستجمام والاستقبال والإيواء.

على ذكر مرافق الاستقبال يوجد منها على سبيل المثال في طبرقة وحدها التي تعد بمثابة معتمدية أي دائرة مثل القالة على حوالي 20 مركبا سياحيا مزوّدة بكامل المرافق والهياكل والملاعب والمساحات الخضراء والشواطئ الخاصة التابعة لها والتسهيلات وآخرها تدشين منتجع سياحي تابع لسلسلة فنادق رّائدة حول العالم يصفه التونسيون بأنه أحد المنتجعات الأروع في إفريقيا، بالإضافة إلى المراقد المتوفرة بصورة يقول عنها متحدث آخر قادم من العاصمة، بأنها في المتناول دون الحديث عما هو كائن في الحمامات وسوسة ونابل وبنزرت والمهدية والعاصمة تونس من إمكانيات سياحية وخدماتية مغرية في إطار من الراحة والأمان الذي تأسف مسافر آخر بأنها شبه مفقودة في بلادنا، ولا زالت لم ترق إلى المستوى المرغوب رغم الإمكانيات الطبيعية الساحرة والخلابة الموجودة في الجزائر والتي لا تضاهيها إمكانيات دول المغرب العربي مجتمعة.

 كل هاته الانطباعات التي ينثرها العائدون، هي التي تجعل من المتخلفين أو المترددين يقرّرون استغلال الأسبوع الأخير من شهر أوت وبداية شهر سبتمبر، حيث تنخفض الأسعار، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أيام غير سياحية أو بأسعار فلكية، كما قال سائح من قسنطينة أمضى ليلة كاملة مع عائلته الصغيرة في غرفة في فندق تابع للقطاع العام في عنابة دفع خلالها مبلغ 35000 دج، وهو المبلغ الذي يسمح له بقضاء أربعة أيام في أي فندق في تونس وبخدمات أحسن بكثير.

الشروق الجزائرية



Dans la même catégorie