2018-03-06 نشرت في

سليم الرياحي للتونسيين : إستيقظوا و احذروا

في صفحته الخاصة على الفايسبوك دعى سليم الرياحي  التونسيين إلى الإستيقاظ و ذلك في رسالة نوردها فيما يلي



سليم الرياحي للتونسيين : إستيقظوا و احذروا

ملايين المصريين نزلوا الى الشوراع في زحف جماهيري غير مسبوق للمطالبة برحيل مرسي ، الرفض الحقيقي والغضب الحقيقي لهذه الملايين هو غضب تجاه أسلوب في الحكم فشل في مقاومة الفقر والحد من مشاكل الشعب المصري ،

 

هي ليست قضيّة صراع ايديولوجي أو تناقضات فكريّة هي قضيّة فشل في ادارة حكم مجتمع في الشكل والمضمون ، الجوع هو الذي أخرج الناس للشوارع وسيخرجهم أيضا في المستقبل مهما كان اسم الحاكم أو انتماءه السياسي مادام هناك فشل في حلّ المعضلات الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت حياة الأغلبيّة في المجتمع عسيرة وبائسة ومخطئ من يعتقد أن هذا الصراع هو صراع بين علمانيين واسلاميين.
 

هذا السيناريو يمكن أن يتكرّر في بلادنا اذا لم ننتبه الى أن أصل كل الهزّات الاجتماعية هو الفقر والجوع والخصاصة حتى لا نكذب على أنفسنا ونغطّي على هذه الحقائق بستار المزايدات السياسية والصراع الايديولوجي النخبوي الذي لا علاقة له بهموم المجتمع ، نحن ننبّه بوضوح أننا لسنا بمنأى عمّا يحصل في مصر اذا ما تواصل عجز الجميع حكومة ومعارضة عن ايجاد الحلول الحقيقية لمشاكل التونسيين في الأحياء الشعبيّة والجهات الداخليّة ، أولائك الذين لا تعنيهم كثيرا صراعات السياسيين على السلطة بقدر ما يعنيهم ايجاد الحلول لمشاكل الفقر والحاجة والبطالة التي يعانون منها .ما على حكومتنا الاّ استخلاص الدرس بسرعة فتقوم بابعاد وزراءها ومسؤوليها الفاشلين ومراجعة الأداء بعيدا عن منطق "الأخذ بالخاطر السياسي" المسيطرة على تحالف الترويكا ، كما ندعو الحكومة الى اعلان موعد واضح وصريح للانتخابات القادمة للخروج بالبلاد من الوضع المؤقّت ، السيّد علي العريض مخطئ حين صرّح بأن ما يحدث في مصر لا يمكن أن ينسحب على تونس وأن تونس لها خصوصياتها ، أنا أذكّره بأن الحكّام المستبدّين الذين سقطوا كانوا يتكلّمون مثله تعليقا على ثورة تونس في حينها مردّدين أن بلدانهم لا يمكن أن يحصل فيها ما حصل في تونس .


على حزب النهضة الذي يقود التحالف الحاكم أن يقطع بسرعة مع ستار العنوان الاسلامي الذي يتحرّك به ويفرز من داخله الحزب المدني الجديد الشاب ويعطي الفرصة لكفاأته المواكبة لمتطلبات الحاضر والمتكلمة بلغة العصر ، مشروع يسير بعقليّة الحلول العلميّة لمشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن استهلاك شعارات الهويّة والدين لأن شعبنا في تونس تماما كما شعبنا في مصر محافظ ومتديّن بالطبع لكن طموحه الأساسي هو العيش الكريم والتقدّم ببلاده والخروج من التخلّف .
 

من جهة أخرى نحذّر المعارضة بيسارها ويمينها أن تتخلّى عن نهج المزايدة السياسية و محاولة اثارة الفوضى باعتبار هدفها الرئيسي ازاحة من في الحكم دون أن يكون لها بدائل حقيقية لحل مشاكل الشعب التونسي عدى بضع شعارات للاستهلاك في منابر الصراع السياسي ،ولتعلم أن تسيير دولة ليس مجرّد لعبة بسيطة وأن الاستهتار بالركوب على الأحداث سيعود بالضرر على تونس وطنا وشعبا وليس على الأحزاب حاكمة كانت أو معارضة .


على الجميع استخلاص الدرس ممّا يحصل في مصر قبل فوات الأوان لأن ثورة الجياع والفقراء اذا بدأت فانّها ستأكل الأخضر واليابس وتفتح المجال للفوضى الدمويّة العارمة التي لن ينجو منها أحد .




في نفس السياق